الحلم الذي زرعناه في حديقة الحروف و رويناه بنزف الحبر..
الحلم الذي عاش بين الأوراق..حبَا و مشى على صفحات الكتب ما أسهل طيه و ثنيه و بعد ذلك تطييره فما أخفَّه..
ذاك الحلم الضيف الطيف الذي تلبسنا بخفته.. يمسك بكل مجاري الشرايين ومنابت الحياة ..يطبق على أنفاسنا إن هو كبر دوننا..
الحلم تلك السمكة الزرقاء الفارة من السماء وضعناها في حوض حجري و استمتعنا بعدم رؤيتها..
ذاك الحلم نهر جارف تهاوى من سفح اللاشيء.. أوقف جريانَه نحو قمة السماء سد الترشيد فتفرق.. تناثر في الفضاء و هوى مطرَ عيون.. غسل كل شيء..
ذاك الحلم كان متلونا تحت أقبية الليل.. فكيف للألوان أن تكون دون شمس؟!!!..
ذاك الحلم..
لم يكن وهما و لا سرابا و لا كذبا و لا خداعا.. بل كان علقة ضعيفة في رحم الإرادة..
ذاك الحلم غدا ضوءا طريدا بالكاد يلتقط أنفاسه..
الليلة أقبض على الحلم المذكور.. لن أحتجزه، سأخلي سبيله لعدم كفاية الهواء..
الحلم يكون جميلا حينما نحتفض به بداخلنا
حين يبقى فكرة تدغدغ خواطرنا
لكننا قد نكسره ونحطمه اذاما حاولنا تحقيقه واخراجه للوجود
الاشياءالجميلة مكانها دواخلنا ان لم تكن فسدت بدورها
والحياة غدت مقبرة الاحلام